الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة تلميع رموز النظام السابق وتبييض بارونات الفساد والمتاجرة بآلام الناس: قناة الحوار التونسي في قفص الاتهام

نشر في  26 أكتوبر 2016  (11:27)

تبييض رموز النظام السابق، وتبييض بارونات الفساد، واستغلال القصّر في برامج اجتماعية، وغيرها من التهم التي تم توجيهها مؤخرا الى قناة الحوار التونسي، حملات على صفحات التواصل الاجتماعي، ومقالات كلها تؤكد ان ما بثته القناة المذكورة في الآونة الأخيرة لم يكن بريئا، وان وراءه عديد الاهداف، كما تم اتهام عدد من الاعلاميين بخدمة اجندات معينة، كما رأى البعض ان هذه القناة ساهمت في تردي المشهد الاعلامي، ولأن كل ما يقال هو مجرد اتهامات طرحنا السؤال التالي على اهل الاختصاص: «هل ان الاتهامات الموجهة إلى قناة الحوار التونسي  وبعض اعلامييها في محلها، أم في الأمر حملة ممنهجة لضرب القناة الأكثر مشاهدة في تونس ؟»

توفيق العياشي: «انزّه قناة الحوار التونسي من كل الاتهامات ولكن..»

في البداية كان لنا اتصال بالاعلامي توفيق العياشي، الذي اكد انه ينزّه قناة الحوار التونسي من تبني اي حسابات سياسية ممنهجة، او سعيها لتبييض رموز الفساد او رموز النظام السابق، مستدركا ان تنزيهه للقناة لا يعني ـ أساسا ـ تنزيهه لبعض المنتمين اليها، مضيفا ان عددا من الاعلاميين بهذه القناة وخاصة ممن يمتلكون القرار داخلها على علاقة ببعض رموز الفساد وولديهم اجندات وحسابات سياسية، وهناك منهم من اثيرت ضدّه قضايا متعلقة بابتزاز رجال اعمال بعينهم، مؤكدا ان السوابق العدلية التي في رصيد بعض الاعلاميين بقناة الحوار التونسي تجعل الشكوك تحوم حولهم وحول نزاهتهم، واشار محدثنا إلى ان قناة الحوار ليست قناة موحّدة وبرامجها مستقلة بذاتها ومن حق كل معد ومقدم ان يتحكم في برنامجه وضيوفه والمحاور التي يتطرق اليها، وهو ما يبرئ القناة من تبني سياسة ممنهجة على حد تعبيره، لان الحوار التونسي هدفها الاول والاخير صناعة الفرجة والاثارة وجلب اعلى نسب مشاهدة وبالتالي تحقيق الربح المادي بعيدا عن تصفية الحسابات الخاصة
وختم محدثنا كلامه، بتأكيده على ضرورة عدم وضع كل الفريق العامل بقناة الحوار في نفس السلّة لان هناك زملاء شرفاء وعرفوا بحيادهم.

باسل ترجمان: «قناة الحوار التونسي حادت عن مهامها الرئيسية، وتطلعات الشعب»  

من جانبه ذكر الاعلامي باسل ترجمان ان الأمر لا يتعلق بقناة الحوار بذاتها، حيث ان المشهد الاعلامي التونسي يشهد تردّيا وانحدارا على جميع المستويات، وان جلّ القنوات التلفزية التونسية تردى مستواها في السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة القطيعة الحاصلة بينها وبين اهتمامات الشارع التونسي وتطلعاته، مؤكدا ان البرنامج الوحيد الذي حافظ على مستواه ويحترم المشاهد ويسلط الضوء على قضاياه هو برنامج 24/7 لمقدمته مريم بالقاضي .
واكد باسل ترجمان ان قناة الحوار التونسي حادت عن مهامها الرئيسية، وتطلعات الشعب، مؤكدا ان استضافة البحري الجلاصي في آخر حلقة من برنامج «لاباس» هي استبلاه للمشاهد واستهزاء بالشعب التونسي، مؤكدا ان هذا الاخير هو شخص متحيّل وسبق له ان ادلى بتصريحات غريبة، مضيفا انه من العيب اليوم منحه وبصفة مجانية فرصة الحضور في برنامج يحظى بنسب مشاهدة محترمة .
اما بخصوص استضافة الاعلامي سمير الوافي لرجل الاعمال شفيق جراية في برنامج «لمن يجرؤ فقط» فقال ترجمان ان سمير خسر بوعي منه او دونه مستوى برنامجه، خاصة لدى استضافته لضيوف لم يقدموا اي اضافة تذكر  للحصة كما لم يكونوا من المختلفين مع الضيف الرئيسي، واكد ترجمان انه من غير المعقول ان يعمد شفيق جراية الى اهانة وسب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ومدير عام الامن الوطني والمدير التنفيذي لحزب نداء تونس بتلك الطريقة المهينة مشيرا الى ان ما اتاه جراية في الحصة المذكورة غير معقول.
كما ذكر ترجمان ان الاثارة «البوز» في البرامج السياسية، فقدت قيمتها، لذلك التجأت بعض البرامج في قناة الحوار التونسي الى المتاجرة بآلام الناس وهو ما حصل اثناء استضافة الفتاة هاجر التي تم اغتصابها من قبل عدد من الاشخاص والمتاجرة بقضيتها رغم كونها قاصرا .
من جهة اخرى افادنا محدثنا ان احد البرامج في قناة الحوار حولت عماد الطرابلسي الى مظلوم بل الى سجين رأي وكأن القضاء التونسي اعتدى عليه وظلمه، وذكر انّه تمت المتاجرة بهذا الملف بمستوى منحط على حدّ تعبيره .
وتساءل ترجمان عن الطريق الذي تنتهجه بعض القنوات التونسية في ادارة المشهد الاعلامي، مؤكدا ان هذه القنوات لم تستوعب الدرس وخيّرت السباحة ضد التيار وضد شواغل المشاهد واهتماماته وبالتالي تمكنت في وقت وجيز من القضاء على كل المجهودات والنجاح الذي تحقق بعد الثورة في المشهد الاعلامي وحوّلت المشهد الى مصيدة للاموال الفاسدة.    

جمال العرفاوي: «قناة الحوار التونسي احسنت استغلال حجم الأميّة في تونس»

وفي اتصال بالاعلامي جمال العرفاوي، ذكر ان ما قامت به قناة الحوار التونسي في الآونة الأخيرة كان عن وعي تام ، وانها تعتبر القناة الوحيدة التي قدّرت واحسنت استغلال حجم الأميّة في تونس، حيث بان بالكاشف ان الشعب التونسي هو شعب انطباعي يفتقر الى ادوات تحليل المعلومة، ويكتفي بتبني ما يقدم اليه والحكم على الظاهر دون وعي .
واكد العرفاوي ان قناة الحوار التونسي حاولت منذ مغادرة سامي الفهري السجن تعويم الفساد واستهداف الاعلام والاعلاميين والاساءة للمهنة بشتى الطرق واثارة مواضيع تجعل عامة الشعب ترتاب في المشهد ككل وبالتالي تبرئة نفسها أو التأكيد على كونها ليست الوحيدة خارج السرب، وذكر العرفاوي ان هذه القناة اعادت الاعلام الى المربع الأول وتدفع بالبعض الى الدفاع من جديد عن شرف المهنة، وبسط نفس المطالب التي تم طرحها بعد ثورة 14 جانفي.
وبخصوص بعض الاستضافات الاخيرة قال جمال العرفاوي انه طالب نقابة الصحفيين بضرورة دعوة النيابة العمومية الى فتح تحقيق جدّي في اعترافات رجل الاعمال شفيق الجراية، اما بخصوص استضافة البحري الجلاصي فتساءل العرفاوي عن الفائدة والهدف من هذه الدعوة، مؤكدا انها استضافة مجانية هدفها خلق «البوز» لا غير وبالتالي تلهية الشعب عن قضاياه الرئيسية .
وختم كلامه بقوله ان المعركة انطلقت من جديد ولا بدّ من النضال الى النهاية من أجل شرف المهنة .

 صلاح الدين الدريدي: «عديد الوجوه على قناة الحوار التونسي هي نفسها كانت فاعلة قبل الثورة»

ونظرا لوجوده خارج حدود الوطن كان لنا اتصال عبر البريد الالكتروني مع الاعلامي والأستاذ صلاح الدين الدريدي الذي افادنا  انه وبحكم اهتمامه بالمشهد الاعلامي التونسي ومتابعته لما تبثه قناة الحوار التونسي، فإنه يرى ان هذه القناة هي امتداد لما كان يسمى قبل الثورة بالتلفزيون الإجتماعي والذي انتشر على قناة حنبعل ثم أرست دعائمه شركة «كاكتوس  برود» على شاشة التلفزيون العمومي قناة 7 سابقا.
واضاف الاستاذ الدريدي ان عديد الوجوه على قناة الحوار التونسي هي ذات الوجوه التي كانت فاعلة قبل الثورة في هذا الإعلام الإجتماعي، وكانت معنية بمشاريع تلفزية من ذات النوع بعد ان حازت على موافقة القصر اسابيع فقط قبل سقوط النظام.

 ناجي البغوري: «حملة اعلامية واسعة النطاق لتبييض عصابة عائلة بن علي والطرابلسية»

اما نقيب الصحفيين فكتب عبر صفحته الرسمية بالفايس بوك، تدوينة تحدث فيها عن الحملة الاعلامية  واسعة النطاق لتبييض عصابة عائلة بن علي والطرابلسية، وعماد الطرابلسي بشكل خاص، وتساءل البغوري عن حقوق اللصوص الصغار حيث كتب: « ماذا عن اللصوص الصغار؟ الا تنطبق عليهم مبادئ حقوق الانسان ام لأنه ليس لديهم الأموال التي تسيل لعاب «الاعلاميين والمحامين؟»..

سمير الوافي: «41 شخصية رفضت مواجهة شفيق جراية»

ونظرا لكوننا عجزنا عن الاتصال بممثل عن قناة الحوار التونسي للرد على الاتهامات الموجه اليها ورفض بعض اعلامييها الردّ على خلفية تعليمات ادارية، لا بد من الاشارة الى ان الاعلامي سمير الوافي الذي يواجه اليوم تهما عديدة اهمها تبييض بارونات الفساد وتلميع رموز النظام السابق سبق له ان اكد انه اتصل بقرابة 41 شخصية من منتقدي رجل الاعمال شفيق جراية في المقاهي والمجالس الخاصة ووسائل الاعلام المختلفة لكن هذه الشخصيات رفضت جميعها مواجهة جراية رغم أنهم من أشرس منتقديه، مؤكدا ان تبريراتهم كانت مختلفة لكن بعضهم أعلن صراحة خشيته من حدة لسان شفيق الجراية في النقاش والمواجهة، كما اكد الوافي ات تهرّب هؤلاء جعل شفيق الجراية يتصل بنفسه ببعضهم ومنهم ألد خصومه ويتحداهم أن يواجهوه في البرنامج بكل ما عندهم من تهم وانتقادات لكنهم تهربوا ورفضوا، واكد الوافي ان جراية  كان من الضيوف القلائل الذين لم يشترطوا شيئا قبل الحضور وان شرطه الوحيد كان عدم سؤاله عن عائلته...ولم يطلب تنسيقا مسبقا ولم يفرض شيئا.

إعداد: سناء الماجري